عدد أصدقائي القريبين الذين انتووا الرحيل خارج مصر العام المقبل وصل إلى خمسة. لم أعد أستطيع التحمل
هكذا كتبت إحدى صديقاتي على الفيسبوك منذ عدة أيام
وكتبت أخرى قبلها بيوم واحد فقط: انا حاليا بشهد اكبر هجرة جماعية لاصحابي وقرايبي خارج مصر
أصبح موضوع السفر للخارج عنوان الكثير من الحوارات بين الأهل والأصدقاء في مصر. فتجد من رحل بالفعل وتجد من يعلن الرحيل القريب وتجد آخرين يتحدثون عن نيتهم للبحث عن عمل خارج مصر
ليست هجرة المصريين للخارج بالغريبة أو بالجديدة. فقد بدأ المصريون الهجرة بأعداد كبيرة خارج البلاد منذ أوائل السبعينيات. فحسب تقرير ٢٠١٣ لهجرة أحياء الاتحاد الأوروبي الصادر عن معهد الجامعة الأوروبية ومركز روبرت شومان للدراسات المتطورة ومركز سياسات الهجرة، فقد هاجر خارج مصر ٦.٥ مليون مصري عام ٢٠٠٩، مثل ٧٤٪ منهم ما يسمى بالمهاجرين المؤقتين. وذلك حيث كانت الدول الأكثر استقبالا للمهاجرين المصريين المؤقتين هم ليبيا والمملكة العربية السعودية والأردن والكويت والإمارات العربية المتحدة ودولة قطر. أما أكثر الدول استقبالا للمهاجرين المصريين الدائمين في ذلك العام فكانت الولايات المتحدة الأمريكية، والمملكة المتحدة، وإيطاليا، وفرنسا وكندا
سنعرف إن آجلا أم آجلا كيف تغيرت تلك الإحصائيات بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير ثم بعدها مرة أخرى عام ٢٠١٣ حيث سيطرت الاضطرابات السياسية على البلاد. إلا أنه من الواضح أن ثمة تغيير ما يحدث الآن – إن لم يكن في تغير الأعداد فحتما في تغير بعض أسباب الهجرة للخارج لدى شباب الثورة
طلبت من بعض الأصدقاء المقربين الذين تركوا مصر بالفعل أو انتووا الرحيل – الكل منهم رفقاء ثورة ٢٥ يناير – أن يكتبوا لي فقرتين حول أسباب سفرهم خارج مصر في تلك الأيام خاصة. وكنت قد انتويت استخدام بعض كلماتهم في مقالة حول سفر المصريين للخارج إلا أني وبعد قراءة كلماتهم قررت تركها كما هي دون تدخل تحريري مني
من المهم أن أذكر أن هؤلاء هم فئة من أصدقائي الشخصيين والذين قد تمثل أو لا تمثل قصصهم فئة أكبر من المصريين. إلا أنها في النهاية قصص حقيقية. هي قصصهم هم. وبشكل ما هي قصتي أنا أيضا (more…)