عدد أصدقائي القريبين الذين انتووا الرحيل خارج مصر العام المقبل وصل إلى خمسة. لم أعد أستطيع التحمل
هكذا كتبت إحدى صديقاتي على الفيسبوك منذ عدة أيام
وكتبت أخرى قبلها بيوم واحد فقط: انا حاليا بشهد اكبر هجرة جماعية لاصحابي وقرايبي خارج مصر
أصبح موضوع السفر للخارج عنوان الكثير من الحوارات بين الأهل والأصدقاء في مصر. فتجد من رحل بالفعل وتجد من يعلن الرحيل القريب وتجد آخرين يتحدثون عن نيتهم للبحث عن عمل خارج مصر
ليست هجرة المصريين للخارج بالغريبة أو بالجديدة. فقد بدأ المصريون الهجرة بأعداد كبيرة خارج البلاد منذ أوائل السبعينيات. فحسب تقرير ٢٠١٣ لهجرة أحياء الاتحاد الأوروبي الصادر عن معهد الجامعة الأوروبية ومركز روبرت شومان للدراسات المتطورة ومركز سياسات الهجرة، فقد هاجر خارج مصر ٦.٥ مليون مصري عام ٢٠٠٩، مثل ٧٤٪ منهم ما يسمى بالمهاجرين المؤقتين. وذلك حيث كانت الدول الأكثر استقبالا للمهاجرين المصريين المؤقتين هم ليبيا والمملكة العربية السعودية والأردن والكويت والإمارات العربية المتحدة ودولة قطر. أما أكثر الدول استقبالا للمهاجرين المصريين الدائمين في ذلك العام فكانت الولايات المتحدة الأمريكية، والمملكة المتحدة، وإيطاليا، وفرنسا وكندا
سنعرف إن آجلا أم آجلا كيف تغيرت تلك الإحصائيات بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير ثم بعدها مرة أخرى عام ٢٠١٣ حيث سيطرت الاضطرابات السياسية على البلاد. إلا أنه من الواضح أن ثمة تغيير ما يحدث الآن – إن لم يكن في تغير الأعداد فحتما في تغير بعض أسباب الهجرة للخارج لدى شباب الثورة
طلبت من بعض الأصدقاء المقربين الذين تركوا مصر بالفعل أو انتووا الرحيل – الكل منهم رفقاء ثورة ٢٥ يناير – أن يكتبوا لي فقرتين حول أسباب سفرهم خارج مصر في تلك الأيام خاصة. وكنت قد انتويت استخدام بعض كلماتهم في مقالة حول سفر المصريين للخارج إلا أني وبعد قراءة كلماتهم قررت تركها كما هي دون تدخل تحريري مني
من المهم أن أذكر أن هؤلاء هم فئة من أصدقائي الشخصيين والذين قد تمثل أو لا تمثل قصصهم فئة أكبر من المصريين. إلا أنها في النهاية قصص حقيقية. هي قصصهم هم. وبشكل ما هي قصتي أنا أيضا
هاني محمود
٣٤ سنة
صحفي
يبحث عن عمل حالياً في تركيا
الوضع الاقتصادي وزيادة الأعباء المالية كان بيتزايد يوم بعد يوم وكبر الأولاد وزيادة متطالباتهم ، لكن كان عندي أمل أن نستطيع فعل شيء في البلد وأن تتحسن الأمور، لدرجة أنني كنت كثيرا ما أتعرض لضغوط أمنية مختلفة وحين اقترح علي البعض أن أهاجر كنت أرد عليهم “أننا لن نترك بلادنا لهذه العصابة لتنهبها” .. حتى جاءت انتخابات البرلمان٢٠١٠ ونسفت كل الأحلام، وحينها قررت البدء لأول مرة في حياتي التفكير في البحث عن فرصة عمل خارج مصر.. وحين جاءت يناير أعادت إحياء أمل قوي بأن نستعيد وطننا، فتراجعت عن فكرة السفر بل وعلقت وضعي الوظيفي لفترة ووهبت جل وقتي وجهدي لمحاولة العطاء فيما يخدم الثورة، وكنت مؤمناً أن نجاحها مرهون بتماسك جماعة وطنية على الحد الأدنى من التوافق حتى نعبر من مرحلة الأزمة ونضع أسس الدولة الحديثة، فحاولت كل جهدي خلال العامين لتحقيق ذلك
بعد الاتحادية ووضوح الاتجاه الذي اتخذه مرسي وإخوانه بدأ الأمل ينمحي تدريجياً، وأننا ذاهبون لا محالة للسيناريو الأسود –ولو مرحليا– فبدأ الأمل يضيع مرة أخرى، وانتبهت فوجدت أن وضعي المادي يزداد سوءا بسبب ضياع سنتين ونصف بدون تطوير وظيفي أو مادي حقيقي وزيادة الأعباء، حينها عادت فكرة البحث عن عمل بالخارج مرة أخرى. بعد ٣ يوليو وما تبعه من أحداث طرأ بعد جديد: زوجتي فلسطينية محرومة من الجنسية لدواعي أمنية حسب قرار وزير الداخلية المنشور في الجريدة الرسمية في ٢٠١٠ ، وقد انتهت إقامتها في مصر في مايو 2013 ، وبعد التطورات السياسية والأمنية أصبحت أشعر بالخطر على بقائها هي والأولاد في مصر. فأخرجتهم إلى نابلس ليقضوا العام الدراسي هناك وحسمت أمري بالبحث عاجلا عن فرصة عمل بالخارج لأستقدمهم إلى مكان يلتئم فيه شملنا لفترة نستطيع فيها التقاط الأنفاس، وأكون قد استطعت التركيز أنا وأصدقائي في الدور الذي يمكن أن نقوم به تجاه الوطن والصيغة المناسبة له
دعاء الشامي
٣١ سنة
صحفية بالجزيرة مباشر مصر
تعمل حاليا بقناة الجزيرة بقطر
انا لم افكر ابدا في السفر بره مصر بعد يناير بالعكس كل صحابي كانوا بيقولوا سفر وهجرة اقعد اتناقش واقنعهم لازم نفضل في مصر . الحقيقة بعد ٣٠ يونيو اتغيرت نظرتي تماما وفكرت بل وطلبت من براء زوجي نسافر بره علشان نعرف نربي عيالنا تربية محترمة وعلشان نعيش وسط مجتمعات تحترمنا وفي مكان نظيف اسباب سفري كانت مرتبطة بشغلي في المقام الاول الحقيقة لانه كان فيه خطورة في مواصلة العمل من مصر بشكل واضح وطبعا مكنتش مقررة اسيب شغلي لكن ده تلاقى مع رغبتي في السفر فكان الخيار الافضل كل الاصدقاء قالوا اني سافرت قبل الضياع اللي حصل في مصر بعد فض رابعة والنهضة لاني سافرت في نفس اليوم وبذأت دعوات السفر للخارج والهجرة تزيد وتظهر بقوة فمن بين ٥ من اعز صحابنا فيه ٣ تقريبا سافروا والباقيين بيبحثوا عن فرص للسفر
علي عبد المنعم
٣٤ سنة
صحفي
يسافر الأربعاء المقبل لقطر للعمل في قناة الجزيرة
أتذكر صبيحة الثاني عشر من فبراير ٢٠١١، عندما استيقظت من النوم، وأنا أشعر وكأنني قد وضعت قدماً في الجنة، فقد أزحنا ديكتاتوراً عنيداً واستبشرنا إزاحة نظامه الحديدي العتيد، وكان كل منا لديه آمال وأحلام تكاد تلامس السحاب، لا تجد لها على الأرض مكاناً من شدة رحابتها. كان كل منا يضع سيناريوهات وأحلام كيف ستكون بلده بعد عام واحد، لم يكن هناك ما يمنعنا من “الحلم“. كانت لحظة سقوط مبارك هي أعلى اللحظات دراماتيكية في تاريخ هذا الجيل. فقد أعلناها ساعتها أننا باقون في هذا البلد ولن نرحل عنه لحظة، فقد أعتقدنا حينها أننا قد استخلفنا –كشعب– على هذه الأرض.. ساعتها، لم يكن يدور بخلد أحدنا أن الكَرة ستعود كما كانت، وأن إحباط السنوات الثلاثين الماضية في حياة شاب مثلي يمكن أن يعود إلىّ من جديد إذ أن أحداث انقلاب الثالث من يوليو الماضي، ثم جاءت أحداث فض اعتصامي رابعة والنهضة لكي تتسبب في شعوري بالغربة داخل وطني ووسط أهلي وأحبائي، فحتى القيم اﻹنسانية صارت محل خلاف ونزاع، وهو ما دفعني لاتخاذ قرار الخروج من الوطن، وذلك حرصا على ما تبقى في قلوبنا من حب لهذه اﻷرض. قرار السفر إكراه وإجبار وليس أمنية أو حلم، بمعنى آخر، أنا لست راضيا عن قراري للسفر، ولكني مضطر لاتخاذه، وأعتقد أن مكاني محجوز على أرض بلدي لو تحسنت اﻷمور
مريم المعتصم بالله
٣٢ سنة
ربة منزل وزوجة علي عبد المنعم
ستلحق بزوجها في قطر حين يستقر
أنا الموضوع عندي مختلف شوية… أنا قبل ثورة ٢٥ برضه كنت عايزة اننا نسافر بره مصر لظروف اقتصادية بحتة… انا وعلي لما اتجوزنا اعتمدنا اعتماد كلي على نفسنا واكتشفت بعدها ان علشان الواحد يقدر يشتري شقة تمليك وعربية ولما يبقى عندنا اولاد نعلمهم ونعيشهم كويس… هنفضل طول عمرنا بنفحت في الصخر ومديونين وتعبانين ماديا وده فقط لتلبية احتياجات اساسية فقط من غير تحويش ولا رفاهية وده انا مكنتش عايزاه ولا حباه… وكنت دايما بقول لعلي خلينا نتعب في عمل الفلوس في الصغر عشان نستريح في الكبر…. ونريح كمان اللي حوالينا… يعني فكرة الفلوس مش بس لراحتنا… نقدر نساعد ونسعد بيها غيرنا…. بعد ٦ سنين جواز واقترابنا من السنة السابعة اكتشفت اننا ما أخدناش خطوة مادية واحدة لقدام وبحمد ربنا على اختياره للتوقيت ده بالذات اللي فيه مصر للأسف في أسوأ أحوالها. وبالرغم من كل اللي قلته ده لكن وقت الجد دلوقتي حسيت ان احنا مجبرين نسيب البلد ونسيب اهلنا وذكرياتنا وأماكننا اللي بنحبها مش بس علشان نحسن أحوالنا المادية… لا… الجانب اﻷكبر من اتفاقنا على السفر هو احساسنا بالامان والانتماء…. ازاي انتمي لشعب أظهر كل البشاعة وانعدام الانسانية دي جواه…. زي ما علي قال…. ثورة ٢٥ يناير رفعت آمالنا وطموحاتنا لفوق أوووي… لدرجة اني حسيت يوم التنحي بتاع مبارك اني عايزة اسجد وابوس الاسفلت وكان عندي استعداد قوي جدا اعمل اي حاجة عشان البلد تبقى حلوة وبكيت كتير أوي وقعدت اقول لنفسي انا بحب مصر اوي….. للاسف اليوم الفاصل اللي حول كل المشاعر دي لكره شديد للناس نفسها وشعوري بأنهم ما يستاهلوش وان ربنا غضبان علينا كان يوم فض رابعة تحديدا…. حسيت اني لو ما خرجتش من البلد دي هفقد انسانيتي او افقد عقلي واصاب بلوثة وجنون. الانقسام والفرقة وصلوا ﻷبعد مدى والتعصب والتطرف في اﻵراء بقى يفوق الوصف…. البلد بترجع للخلف بسرعة الصاروخ وبقيت انا شخصيا متهمة بانعدام الوطنية او الدين من قبل نظام أسوأ ملايين المرات من أي نظام سبقه…. احنا مضطرين نخرج للأسف عشان نعيش عيشة آدمية وﻷن أي بلد تانية هتقدرنا وتهتم باحتياجتنا وراحتنا اكتر من وطننا اللي بيخون فينا ويقتلنا ويقتل شبابنا
هبة الله أحمد
٣٠ سنة
ربة منزل
تقدم حاليا مع أسرتها على الهجرة لكندا
مش اول مرة تقع عنينا انا وزوجي على اعلانات الهجرة الى كندا الموجوده على الانترنت بس دي اول مرة نتواصل معاهم ونفكر في الموضوع بجدية عمرنا ما تخيلنا اننا هنعملها، طول الوقت كنا مستقرين في بلدنا وبنبني ونخطط لكل مشاريعنا المستقبلية على اساس واحد بس الاستقرار في مصر. لكن دي اول مرة نشهد فيها هجرة ٦ من اعز اصدقائنا في نفس الوقت اللي كانوا رفقاء لنا في احلام الثورة وكثير من احداث الثورة وسهراتنا لحد الصبح واحنا بنتكلم في السياسة، وكلهم سافروا لسبب واحد الاحداث السياسية بعد الانقلاب والتضييق على عملهم، غير اسرتين كاملتين من عائلتي، واصبحنا مؤخرا مش قادرين نتعايش مع المشاكل الاقتصادية ولا الامنية اللي في البلد رغم تقبلنا لها من قبل، ما بقتش قادره استوعب اني اقعد ادخر طول السنة عشان ولادي يدخلوا مدارس فيها الحد الادني من الكفاءة ولا رعبي وحنا ماشيين على الطرق من كتر الحوادث ولا عدم قدرتي على العلاج لو حصلي مشكلة صحية كبيرة ده غير القلق على مستقبلنا احنا والولاد طول الوقت واحنا كل شوية بنسمع عن الاعتقالات والقتل اللي بيحصل بشكل عشوائي لاتفه الاسباب، فباختصار ممكن ألخص سبب هجرتي في فقد الامل والاحباط وعدم الاحساس بالامان واحساسي بالغربة داخل بلدي، واكيد لو تخليت عن كل المشاعر السلبية دي اللي بطاردني في كل يوم من حياتي الان ممكن اتراجع عن فكرة الهجرة
أحمد رفعت
٣٣ سنة
يعمل في مجال تطوير الأعمال
يحضر حاليا للسفر للخارج
اسمي أحمد، عمري ٣٣ عام اعمل في مجال تطوير الاعمال وحاليا انا مدير اقليمي لاحد الشركات الكبرى , الحمد لله دخلي مرتفع مقارنة بالاجور في مصر , كنت ارفض فكرة العمل خارج مصر حتى انني اشترطت على شركتي الا ترسلني للعمل الى اي فروع من فروعها خارج مصر فمن مصر استطيع السفر لايام او اسابيع لانجاز اي عمل ثم اعود الى مصر مرة اخرى , قامت الثورة واصبحت اكثر اصراراً على أن اكون من المشاركين في بناء هذا الوطن وبقيت في مصر مع انني عرضت علي احدى الشركات العالمية العمل لدى شركتهم في دبي ولكنني بلا تردد رفضت لانني كنت ارى في مصر والمصريين الامل . صدمت كما صدم المصريون في كثير من الثوار وصدمت في الاخوان وصدمت في الخطاب الديني واخيرا صدمت في الشعب المصري ، فقدت الامل في هذا الوطن ، فبعد مرور الوقت اصبح التردى الاخلاقي في مصر غير مسبوق واصبحت لا أأمن على زوجتي ان تسير في الطريق دون ان يتعرض لها شخص بالتحرش الجسدي او اللفظي , اصبحت اخاف وانا اسير ليلاً ، اصبح الحوار مع اي شخص مخالف لك مستحيل , اصبح قانون البلطجة هو السائد , كنت اخاف ان يتربى ابني بعيد عن مصر فلا يحبها كما احبها فاصبحت اخاف ان يتربى فيها فيكرهها كما يكرهها المصريون الان , اصبح حلم الهجرة من هذا الوطن هو حلمي ومضيت به وانا الان قاب قوسين او ادني من الخروج من هذا الوطن , سأخرج من مصر ربما على راتب اقل من راتبي ومكانة وظيفية اقل مما انا عليها الان ولكني اترك انحطاط اخلاقي اترك شعب يسب وطنه ليل نهار يتمنى الفرار منها ويدعى حبها اترك شعور بالخوف وعدم الامان والظلم اترك حلم تحول الى كابوس , اترك مصر بعد ان فقدت الامل في المصريين
د. سمير محمود
٤٣ سنة
أستاذ الصحافة والنشر الالكتروني بجامعة السلطان قابوس بعمان
تجربتي مع السفر: قبل الثورة كانت دوافعي عديدة متداخلة أهمها وأبرزها أنه مهما جريت جري الوحوش في مصر فلن تحقق شيئا يذكر أو شيئا يرضي بعضا من طموحك، وكأن مصيرك محكوم ومحتوم بإرادة الآخرين : سواء رؤساء العمل في الأهرام التي أعمل بها من ٢٠ سنة ولا وجود لي على خريطة الترقي الإداري فضلاً عن حرمانك إجبارياً من الانتشار ، ولهذا حققت كل نجاحاتي وجوائزي وأوجه تكريمي خارج الصندوق الذي هو مقبرة الأهرام. الأمر الآخر بدا الفساد كاسحاً في ٢٠١٠ سنة قراري الخروج مضطرا للعمل خارج مصر لأول مرة في حياتي وقتها كان عمري 40 سنة ، وكما ضاقت بي الأهرام ضاق بي الوطن وأردت أن أغرد خارج الحدود فخرجت بعد أن أيقنت أنه مفيش فادية ، بالمناسبة أنا سافرت في أغسطس ٢٠١٠ اي قبل الثورة بخمس أشهر فقط
بعد الثورة مباشرة وبعد اسقاط مبارك تحديدا : بكيت بحرقة وغيرة أنني لست في ميدان الحرية التي أسقطت رأس النظام الفاسد ، وكتبت وقتها على صفحتي بالفيس بوك في ١١ فبراير ٢٠١١: ” بلدنا أولى بينا” ورغم كوني كنت في وظيفة مرموقة وبراتب معقول إلا أن فرحتي ببلدي الذي تحرر بيد الثوار وبدأ رحلة البناء فاقت كل وصف وبدأت أعد العدة للرحيل والرجوع إلى وطني مصر ، وكانت مسألة وقت فعلا والتزام أخلاقي بعقد عمل أتممته وهممت بالرحيل غير راغب في التجديد. وخسرت مبلغ مالي كبير في رحلة العودة ولكني كنت أمني نفسي بمكسب أكبر وهو الوطن. بعد العودة ومحاولة الاستقرار : خرجت في الشوارع والميادين أبحث عن الثوار وعن الثورة وعن الوطن ، فلم أجد شيئاً ، حتى الجرافتي التلقائي تحول إلى وساخات وإسفاف وبذاءات على الجدران وكأن مصر سقطت في كراسة رسم لطالب فاشل وراسب في الاعدادية . شعرت وقتها أنني جريت وراء السراب ، ولأني مراراتي فيها مترين زيادة وطموحي يكفي شارعين معي صبرت، لكن ضاع كل شيء ..الأمل الوطن الاقتصاد الأمن السياسة وعلت نبرة الاتهام والتخوين والتصنيف والاستقطاب فقررت السفر للمرة التالية غير عابئ بمردود مالي أو غيره ، دافعي هذه المرة الهروب بعيدا عن الدماء بعيدا عن الأمن المفقود بعيداً عن التشويه المعنوي والمادي ، يراودني حلم الرجوع متى عاد الوطن ، وأشعر رغم تحرك كل شيء بسرعة أن الحركة ليست للأمام ولا للخلف فنظام الإخوان لن يعود والنظام الراهن يتحرك في المكان ولا زلت أشعر أن موجة ثالثة من الثورة قد تنفجر في أي لحظة وقتها سأعود
محمد البنا
٤١ سنة
مدير تطوير أعمال ومن صغار المستثمرين سابقا
يعمل حاليا بالمملكة العربية السعودية
أؤمن بأهمية السفر والترحال بحثاً عن الرزق والعلم والحب والحياة كنت أنوي البقاء بمصر للأبد بعد قيام ثورة يناير٢٠١١ – التي هى أجمل أحداث حياتي ، لكن و بعد مرور ثلاث سنوات على ثورة لم تكتمل وما زالت تتعرض للطعن والتشويه أنا الآن مقيم خارج مصر وأسعى للبقاء خارجها لفترة طويلة لأسباب أربعة وهى بدون ترتيب كالآتي
الأول : خسرت كل أموالي التي استثمرتها في مشروعات تعثرت بسبب الأحداث السياسية والاجتماعية التى تلت الثورة
الثاني : فقدت كثير من الأصدقاء والأقارب سقطوا قتلى فى فض اعتصام رابعة العدوية
الثالث : المضايقات الأمنية الحالية وغموض مستقبل التشريعات وقوانين العمل والاستثمار فى مصر
الرابع : الصدمة الاجتماعية والأخلاقية التي أصابتني بعد أن رأيت عدد كبير من المصريين – بما فيهم من بعض الأصدقاء – يتشفى فى القتل ويستحل دماء المخالفين له فى الفكر، بل ويدعو لإراقة المزيد من الدماء
مجاهد شرارة
٣٦ سنة
مذيع بالجزيرة مباشر مصر
يعمل حاليا بقناة الجزيرة في قطر
بعد ثورة يناير شعرت ان هذه البلد بلدي ولها حق علي وانني ﻻبد ان اساهم في بناء بلد حرة تعيش على قيم العدالة والحرية ….بعد انقلاب يوليه وما حدث من استهداف مباشر للعاملين في الجزيرة …كان قرار السفر لمدة تهدأ الامور فيها بعد ان تركت البيت ﻻكثر من شهر ونصف )بسبب التهديدات وتعرض الشقة للحرق مرتين من قبل مخربين( وللاسف الامور لم تهدأ ومازلت على سفري ….الرجوع للوطن امنية غالية صعبة المنال الان في ظل التخوين والسب والحكم على الناس بالعمالة …للاسف نعيش فترة ﻻ نأمن على انفسناامنيا ومجتمعيا بعد حملات التشويه الممنهجة ضدنا
هل أنت أحد ثوار مصر وتنوي الرحيل من مصر أو رحلت بالفعل؟ شاركنا بقصتك في خانة التعليق بالأسفل
الموضوع مالوش علاقة بالثورة الاوضاع غير ادمية وبتسوء من ايام مبارك في حلقه مفرغه من خاين لديكتاتور لمنتفع وهكذا
لو هتعيشي في مصر هتاخدي ادوية اكتئاب ذيي او هتنتحري مع اني معايا ماجستير وشاطر الا اني استلفت علشان اطلع مؤتمر المرتبا سيئة والادمية في الصفر
، لما كل الناس المجتهدين والمتفوقين والوطنين مثلك يتركوا مصر مين ها يفضل فيها ؟ ياريت العزيمة والتصميم والإرادة يكونوا أقوى بعض الشيئ من الاستسلام والرضوخ ، مصر محاجة للشباب اللى زيكم ، مصر لن تقوى إلا بشبابها المقاوم لكل الاغراءات ، صحيح فيه فترة ممكن تسافر فيها تعمل شيئ لمستقبلك دى ليست عيب ولكن لا نترك مصر إلا للشديد القوى ، تحياتى لك وتمنياتى لك بالتوفيق
طالب في اعدادي هندسة قبل الثورة كنت افكر ف الرحيل فقط بعد انتاء الدراسة سأحصل على منحة دراسية و اهاجر خارج هذا البلد اللعين. و عندما استقر سانقل امي و اخوتي ليعيشوا معي كان هذا لسان حالي قبل الثورة! … بعد الثورة و مشاركتي فيها اتخذت قرار بانه يجب علينا المواجهة و تخليص البلاد من تلك العصابة … شاركت في احداث محمد محمود و انا ف الصف الثاني الثانوي و مشاركتي لم تؤثر على مردودي الدراسي فقد حصلت على درجات مرتفعة للغاية تقدير عام 98.8% … و مع حلول فترة الانتخابات الرئاسية و مشاركتي في حملة حمدين صباحي و سهر الليالي. نرسم جرافيتي و نعلق لافتات الحملة و بعد ظهور نتيجة الجولة الاولى شعرت بإحباط لم اشعر به من قبل بكيت من شدة الحزن لماذا لا ينصنفنا القدر و لو لمرة لماذا تظهر نتيجة الجولة الاولى و تفرز لنا قاتل و خائن لنختار بينهم! مثلما فعل الجميع عصرت ليمون لكي لا يصل شفيق للسلطة و فعلاً نجحنا … لم اثق ف الاخوان ابداً لكني لم اقرر الرخيل بسبب وصولهم للحكم … صبرت مع من صبروا لمدة مائة يوم و لكن سياسات مرسي الرأسمالية و انحيازه للدولة العميقة و موقعة الاتخادية كل ذلك جعلني اصل الى قرار اما الهجرة او رخيل الاخوان ليأتي 30/6 و يرخل الاخوان . و بمرور الوقت وقيادة سيادة الفريق للثورة المضادة و ظهور ذلك جلياً في احتفالات اكتوبر و القبض على كل من ينتمون لمعسكر الثورة و عدم قدرتي على فعل شئ قورت الرحيل بعد انهاء دراستي ! هم اقوى منا جميعاً كلامي انهزامي نعم لكنها الحقيقة التي قاومتها خلال احداث الثورة خاصة ايام محمد محمود! … الهجرة
مبروك الكتابة بالعربي 🙂
لماذا قطر … لماذا تقولون انقلاب .. اليوم ثبت بالدليل القاطع أنه ليس انقلاب .. الغالبية العظمى ذهبت لتقول نعم للدستور … أعرف ان الكثيرين ممن يتبعون الإخوان .. محترمون جدا ويرجون مستقبل مشرق لمصر بالتأكيد وصادقون فى نيتهم فى خوفهم على مصر ولكنهم لا ينظرون إلا تحت أقدامهم .. لو فكروا قليلا لجاوبوا على سؤال واحد .. ما البديل فى تفكيركم لما نحن فيه … هل عودة الدكتور مرسى ممكنة ؟ وهل عودته ستعبر بالبلاد لشاطئ الأمان ، ارجو من أى أخ فاضل ولو حتى فى قطر نفسها مستعد للاقتناع برأيه مادام فيه مصلحة مصر والمصريين مش دعاية من الخارج لنشر الخوف والرعب فى صفوف المصريين وتكرار المشاهد المؤلمة ، ارجو من الأخوة المخلصين فعلا مناقشتى فى هذا الأمر ولكن بكل احترام ومودة لاننا فى الأول والآخر .. مصريين مصريين مصريين
هو إيه علاقة الاستفتاء بإنه انقلاب من عدمه مش فاهم؟
الصديق محمد الجوهرى تحياتى لك …أولا. الم تلاحظ ان الكثيرين يهاجرون إلى قطر بالذات لماذا ؟ ثانيا .. بعض الاخوة يقاطعون الاستفتاء لأنه كما يدعون جاء من قلب الانقلاب .. ويدعون أيضا أنه استفتاء الدم … وصلت المعلومة ..
طيب أنا مش هعلق على حوار صديق احترامًا لصاحبة المدونة. حيث إن حضرتك الانقلاب ليه تعريف ما، بما إن حضرتك بتبحث يعني وتقرأ التعليقات باستفاضة، وبصرف النظر عن رأيي الشخصي في السياسية الدولية. المفروض بغض النظر عن الاستفتاء الإنقلاب ليه تعريف ما. ربط الاستفتاء بتغيير النظام هو ذاته خضوع لبروباجندا النظام، وهي ذاتها بروباجندا الإخوان سابقًا، أن الاستفتاء على الدستور، وهو عقد اجتماعي بين الحاكم والمحكوم أيّ كان الحاكم، هو استفتاء على شرعية الحاكم بما يماثل استفتاءات عبناصر صاحبة ال 99.99 وما تلاها وقاربها من استفتاءات ونسب أيام السادات ومبارك. كلُّ طبعًا حر في رأيه بالنسبة لتأييد من تحب، الجيش أو الإخوان أو مبارك أو غيره، ولكن ربط الاستفتاء على الدستور بالشرعية وبعدها تقوللي إخوان وانقلاب ودم ده اسمه أي كلام.